الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

عناصر عمليه الاتصال التعليمي

 العنصر الأول : المرسل ( المصدر )
يعتبر المرسل العنصر الأول فى عملية الإتصال ، إذ تنطلق منه الشرارة الأولى لهذه العملية ، وقد يكون المرسل المعلم أو الطالب أو شخص أو آلة أو كتاب معين ، وهذا المرسل لديه معلومة أو فكرة أو معنى يريد توصيلة للآخرين ، ومما لاشك فيه أن هذا المصدر يتمنى أن يشاركه المرسل فى هذه الرسالة فكراً وإحساساً وعلماً .
وتختلف أهمية المصدر وتأثيره فى الرسالة حسب نوعه ، فإذا كان المصدر إنساناً كالمعلم فإنه يضيف للرسالة من خلال خبراته وتجاربه وقراءته المتنوعة وبالتالي تكون للرسالة تأثيراً كبيراً لدى مستقبليها وهذا ما يؤكد على أهمية تواجد المعلم داخل الفصل مع تلاميذه أما إذا كان المصدر آلة أو كتاب فإن المستقبل يتلقى ما عليها بدون إضافات حيث أن لتلك الرسالة مساراً معينا لا تحيد عنه ، وبالتالي فهي غير قابلة للنمو ، كما أنها لا تراعى خصائص المتعلم ونفسيته وظروفه الاجتماعية ، وهذا ما يؤكد على أهمية تواجد المعلم بجانب الكتاب والآلة التعليمية .
ولكي يحقق للمرسل دوره فى توصيل الرسالة بصورة جيدة ينبغي أن تتوافر فيه شروط عدة أهمها ما يلي :-

1- أن يكون المرسل ( المعلم ) لديه قدراً كبيراً من المادة العلمية التي يقدمها للتلاميذ أى الإحاطة الكاملة بمضمون الرسالة التي يريد توصيلها لهم وهذا ما يؤكد عليه دائماً من إتقان المعلم الكامل للمادة العلمية التي يقدمها للتلاميذ في الفصل ، وقراءته المتنوعة الدائمة وتطلعه على كل ما هو جديد في تخصصه .

2- معرفة المرسل الكامل بالمستقبل أى معرفة ظروفه واستعداده لتقبل الرسالة ، وهذا ما نؤكد عليه دائماً من ضرورة تعرف المعلم على خصائص تلاميذه من الناحية الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية ومدى استعدادهم لتقبل المادة العلمية التي يقدمها إليهم ، وكلنا يعلم أن انصراف التلميذ عن المعلم وعدم تقبله لما يقول يؤدى إلى ضياع جهد المعلم سدى وهباء ، ويطلق علي ذلك كله : ( اختيار التوقيت المناسب لبث الرسالة )
أن يعي ويدرك المرسل جيداً الهدف من الرسالة التي يود توصيلها للمستقبل : لماذا يرسل الرسالة ...... وما الهدف منها ....... وما نتيجتها.

3- أن يجيد استخدام وسيلة الإتصال التي يرى أنها أنس وسيلة للاستخدام ، فإذا قرر استخدام اللغة فهل لغته سليمة ، وألفاظه معبرة ، وأمثلة مفهومة ، وإذا قرر استخدام جهازاً معيناً فهل يجيد استخدام ذلك الجهاز .
ما أكثر المعلمين الذين يستخدمون لغة ركيكة غير مفهومة ، وتعبيرات فجة لا طائل من ورائها ، وأمثلة بعيدة عن الرسالة المقصودة مما يؤدى إلى صعوبة واضحة في فهم المستقبل للرسالة .

العنصر الثانى ( الرسالة )


يعتبر إيصال الرسالة للمستقبل هو الهدف الرئيسي لعملية الإتصال والرسالة قد تكون معلومات وحقائق ، أو اتجاهات وقيم ، أو مهارات ويمكن لنا أن نحدد بعض الرسائل التي يود المعلم إيصالها للمتعلم :

1- التعرف على أسباب غزوة بدر الكبرى ، ونتائجها .
2- تحديد مواقع استخراج البترول على الخريطة .
3- تنمية الاتجاه نحو التعاون .
4- تنمية الاتجاه نحو الديمقراطية .
5- تعلم مهارة الكتابة على الآلة الكاتبة .
6- تعلم مهارة رسم الخريطة .

وعندما ننظر بدقة إلى الرسائل السابقة يمكن أن نصنفها إلى ثلاثة أنواع :

أ – رسائل معرفية : وهذا النوع من الرسائل يخاطب عقل الإنسان ، ويضيف معارف وأفكار جديدة إلى المستقبل مثل الرسالة رقم 1 ، رقم 2 .

ب – رسائل وجدانية : وهذا النوع من الرسائل يخاطب وجدان ومشاعر وأحاسيس المستقبل وبذلك ينمى ميوله واتجاهاته وقيمه ونواحي تقديره مثل الرسالة رقم 3 ، ورقم4.

ج- رسائل مهارية : وهذا النوع من الرسائل يخاطب جسم المستقبل في المقام الأول مع عدم انفصاله عن النوعين السابقين ويهدف إلى تنمية مهارات الإنسان وحركاته وأداءاته مثل الرسائل رقم 5 ، ورقم 6 .

وللرسالة شروط عدة يجب مراعاتها حتى تحقق الهدف منها وهى :

1- أن تكون الرسالة مرتبطة بأهداف المجتمع ، وبمعنى آخر أن تساهم في تحقيق أهداف المجتمع .
2- أن تقدم الرسالة في وقت كاف يسمح بفهمها بشكل جيد .
3- أن يشعر المستقبل بأهمية الرسالة بحيث يهتم وينفعل بها .
4- أن تقدم في صورة سهلة مبسطة ومتسلسلة يسهل فهمها .
5- إذا احتوت الرسالة على رموز وإشارات ومصطلحات فيجب أن تكون مفهومة للمستقبل .
6- أن تكون المادة العلمية التي تحتويها الرسالة دقيقة علمياً التي تحتويها الرسالة دقيقة علمياً ، وخالية من الأخطاء .
7- أن يكون لدى المستقبل استعداداً جيداً لتلقى الرسالة .

العنصر الثالث ( الوسيلة)

الوسيلة هي الأداة التي يستخدمها المرسل ( المعلم مثلا ) في توصيل الرسالة إلى المستقبل ( التلميذ ) فعلى سبيل المثال التليفون يعتبر وسيلة اتصال يستخدمها الشخص لنقل رسالته إلى أخيه الذي يبعد عنه والكتاب وسيلة ينقل من خلالها الكاتب أفكاره للقارىء والجريدة وسيلة ينقل من خلالها الصحفي أو الكاتب آراءه للقارىء والصور والرسم وسيلة ينقل من خلالها الرسام فكرة ورؤية للمشاهد، واللغة وسيلة اتصال ينقل المعلم أفكاره بها إلى التلميذ ، وعليه فوسيلة الاتصال أداة لنقل المعارف والأفكار من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر .
وتتعدد الوسائل فمنها الوسائل البصرية التي تعتمد على حاسة البصر أي يلتقي المستقبل ما بها بحاسة البصر كالكتاب والصورة والرسوم والجريدة والخريطة والشفافية والشريحة ، ومنها أيضاَ الوسائل السمعية التي تعتمد على حاسة السمع كالتليفون والراديو والتسجيل الصوتي ومعامل اللغات ، ومنها الوسائل السمعية البصرية كالتليفزيون والكمبيوتر والأفلام التعليمية الناطقة .

وهناك شروط عدة يجب توافرها في وسيلة الاتصال أهمها ما يلى :

1- أن تتوافق الوسيلة مع هدف الرسالة فإذا كان هدف الرسالة تنمية الجوانب الوجدانية كالميول والاتجاهات فإنه لا يمكن الاعتماد على الوسائل البصرية فقط فالخريطة مثلا لا يمكن استخدامها في تنمية اتجاه معين بل يجب استخدام أكثر من نوع من وسائل الاتصال لتنمية ذلك الجانب وكذلك إذا كان الهدف مهارياً مثل مهارة استخدام الكمبيوتر فلا يمكن الاعتماد على الكاتب فقط لتنمية تلك المهارة ولذا يجب علينا أن نفكر جيداً في نوع الوسيلة المناسب للهدف .

2- أن يكون المعلم قادراً على استخدام تلك الوسيلة بشكل جيد فإذا كانت الوسيلة الكمبيوتر مثلاً فهل يجيد المعلم استخدامه وإذا كانت الوسيلة الشفافيات أو الشرائح فهل يجيد المعلم استخدام هذه الوسائل من خلال عرضها على أجهزة خاصة كجهاز عرض الشفافيات وجهاز عرض الشرائح ؟

والناظر بدقة لواقعنا التعليمى يقر بوجود أجهزة الكمبيوتر في جميع المدراس تقريباً لكنها بلا استخدام وإذا استخدمت فبدون جدية وبدون كفاءة ويرجع ذلك في المقام الأول إلى عدم وجود المعلم الكفء القادر على استخدامها الأمثل :

3- أن تكون الوسيلة المقرر استخدامها غير مكلفة للمستقبل في يعقل أن يكلف المعلم تلاميذه بشراء كتاب أو مجلة مرتفعة الثمن لتلقى رسالة معينة ، كما لا يعقل أن يطلب المعلم من تلاميذه شراء جهازاً مرتفع الثمن وفوق قدراتهم المادية لكي يتعلموا من خلاله .

العنصر الرابع ( المستقبل )

المستقبل هو من يستقبل الرسالة من المرسل وقد يكون هذا المستقبل ابنا أو ابنة ، زوجاً أو زوجة ، تلميذ أو تلميذة ، أخاً أو أختاً ، صديقاً أو صديقة ، ويفترض فيه عدم معرفته بالرسالة أو معرفته الجزئية بها .
ومن الواجب على المستقبل ( التلميذ مثلاً ) بمجرد تلقى الرسالة أن يفهمها ويفك رموزها ويفكر فيها ويعالجها بعقله ويفسر معانيها ومحتواها وهذا ما نبتغيه من التلميذ حينما يتلقى رسالة ما من معلمه ولذا يتوقف نجاح عملية الاتصال على مدى ما استفادة المستقبل من الرسالة ومدى ما أثرت في أفكاره وقيمه واتجاهاته ومهاراته .
وللمستقبل حق على المرسل في أن يراعى خصائصه ومستواه وقدراته بحيث لا يقدم رسالة إلا وفق مستواه وهذا ما يفرض على كل معلم التعرف الجيد على خصائص تلاميذه وقدراتهم من خلال دراسة مراحل النمو .


http://www.alfusha.net/t7133.html
تم النقل من موقع الفصحى

هناك 5 تعليقات:

  1. واضيف على ذالك عنصر مهم وهو التشويش او الموثرات الجانبيه حيث اغفل عن ذكرها الكاتب حيث انها لها اهميه فلى يوجد اتصال بدونها فمثلا لو كنت تتحدث مع شخص ما مباشره او عبر الهاتف فان المؤثرات الخارجيه مثل مرور سياره بقربكم او وجود ضجيج من اي نوع يعتبر عمليه تشويش

    ردحذف
  2. كلام جميل جداً وإضافة ممتازة، بالنسبة لوجودأجهزة الحاسب في المدارس وعدم استخدامها الاستخدام الامثل اعتقد أن التدريب له دور مهم في هذا الموضوع فلو قدمة دورات تطبيقية عملية وليس كما يتم أذكر مره عندما كنت في معلماً تابعاً لإدارة جازان عام 1424 تقدمت لدورة حاسب آلي وكانت الدورة في استخدام التقنية في العملية التربوية التعليمية وأخذنا دورةعلى برنامج البوربوينت وكان بالنسبة لي شيء قديم بحكم تخصصي في مادة الحاسب الغريب أن الدورة قدمت في معمل جاسب ولكن لم تكن هناك جدية من قبل الاشخاص الحاضرين للدورة فهم كان همهم الخروج من المدرسة والهروب من اليوم الدراسي وتغيير الروتين.
    الخلاصة

    إذا اردنا فعلا تغيير وقعنا علينا بالاهتمام بتطوير قدرتنا وأن لا ننتظر أحداً ليقدم لنا التطوير على طبق من ذهب.

    نحتاج حقيقة الجد في مثل هذه الأمور.

    ردحذف
  3. مرسل - رسالة - وسيلة - مستقبل

    وقد يحدث تشويش يمنع وصول الرسالة أو يسهم في عدم وصلها بالشكل المناسب المكتمل

    سؤالي: أين يمكن أن تحدث عملية التشويش في الحالات الأربع السابقة؟!!

    ردحذف
  4. شكرا للاخواه على هذا الإطراء الجيد لكن الاترون انكم اهملتهم الجانب الاخر وهو المتلقي متى يكون الوقت مناسب لإرسال الرساله لطالب أذا كان الطالب قد جاء للمدرسه وهو لم ينم بعد (مواصل ) هذا كبر عائق يمنع إتمتام إرسال الرساله كما هو الحال في شركة الاتصالات السعوديه في ايام الاعياد

    ردحذف
  5. السهر عائق مهم في المجتمع اصبح مجتمعنا مخالف لجميع بلدان العالم حتى الدول المجاورة والمشكلة ان هذا الظاهر اصبحت علة الكبير والصغير الكل يسهر وانا من منهم ولكن قد تكون دراستنا المسائية أسهمت في تعديل الوضع قليلا

    ارى ان السهر في بعض الايام لا ادري ضروري وخاصة في الإجازة الصيفية والسبب يرجع الى الأجواء الحارة واذا لم تكن حارة كانت غابرة نسال الله السلامة

    اذا شرفونا الجوية هي السبب وليس عذرا ان يكون السهر طوال السنة فإذا كان الطلاب يسهرون فالعلم مثلهم ويجب التغيير من هذا الوضع

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.